دعوة لوقف النار بغزة- رؤية عربية تجاه القضية الفلسطينية والتحديات الإقليمية.
المؤلف: رامي الخليفة العلي11.14.2025

على الرغم من التباين في وجهات النظر بشأن تصرفات حماس وتداعياتها السلبية المحتملة على سكان غزة وتركيبتهم الاجتماعية، فضلاً عن مجمل القضية الفلسطينية، إلا أن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة تحظى بتأييد واسع النطاق. وهناك إجماع راسخ على عدالة القضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى حل شامل وعادل. وقد بذلت المملكة العربية السعودية جهوداً حثيثة من أجل صياغة رؤية عربية موحدة، بل إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكد صراحة أن المملكة تشترط إيجاد حل عادل ومنصف للقضية الفلسطينية مقابل تطبيع العلاقات مع تل أبيب. وفي المقابل، يبرز خلاف جوهري حول حركة حماس، نظراً لانتمائها إلى تيار الإخوان المسلمين الذي يمثل تحدياً سياسياً واجتماعياً، فضلاً عن كونها امتداداً ونفوذاً إقليمياً تعتبره العديد من الدول العربية تهديداً يوازي أو يفوق الخطر الإسرائيلي. ومع ذلك، لا يوجد أي خلاف على أحقية الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة. في المقابل، تعمل حكومة إسرائيل الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي تضم وزراء من اليمين المتطرف، على تأجيج الصراع في المنطقة من خلال خطابات الكراهية ودفعها نحو أحضان الجماعات الأيديولوجية المتطرفة.
عندما شنت إسرائيل حربها ضد لبنان، انبرى بعض النخب التي تزعم انتماءها إلى العروبة في محاولة لتلميع صورة الجماعات الإرهابية، حتى وصل بها الأمر إلى المشاركة في الرقص على جثث النساء والأطفال والشيوخ الذين سقطوا ضحية غدر حزب الله والحوثيين والجماعات المذهبية في العراق وغيرها. بل إن بعض القنوات الفضائية تحولت إلى منصات دعائية لهذه التنظيمات الإرهابية، وكأن هذه الأصوات لا تنطلق من منطقة الخليج العربي التي عانت الأمرين من إرهاب الحوثيين وحزب الله، بل وكأنها تنبع من الضاحية الجنوبية أو قم. والمثير للدهشة أن فهمي هويدي، وهو صحفي مصري، استغل منبر قناة الجزيرة ليتبنى مقولة "إما أن تكون مقاوماً أو أن تكون صهيونياً"، وهي نفس النظرة المتطرفة التي روج لها زعيم تنظيم القاعدة السابق، مدعياً أن العالم منقسم إلى معسكرين. فبحسب هويدي، إما أن تكون مؤيداً لحزب الله والحوثيين وبقية الميليشيات التي لطخت أيديها بالدماء العربية، أو أنك عميل وصهيوني. وهو بذلك يوجه اتهامات باطلة إلى أبناء وطنه، الذين يرفضون بأغلبية ساحقة، وعلى رأسهم مؤسسات الدولة المصرية، المشروع الذي تتبناه تنظيمات ما قبل الدولة التي تمثلها هذه الميليشيات. إن هويدي وبقية الأبواق لا يقتصرون على تصنيف الحكومات العربية كعملاء، بل يمتد خطابهم إلى الشعب اليمني الذي عانى من قمع وحصار وقتل جماعة الحوثي، وإلى الشعب العراقي الذي شهدت مدنه وقراه في غرب البلاد عمليات تنكيل وقتل وتهجير على يد الميليشيات المذهبية، وما تزال العديد من المدن تعاني من الخراب والدمار، وإلى الشعب السوري الذي عانى من ويلات حزب الله والميليشيات الأخرى، حيث ارتكبوا جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
جدير بالذكر أن حتى إيران، بنخبها ومسؤوليها، لم تتجرأ على إطلاق هذه الافتراءات والاتهامات. لقد أصبحت أقلام وألسنة هؤلاء، مثل الميليشيات، ملوثة بالدماء العربية، وأصبحوا شركاء في جرائمها. إن هؤلاء لا يسعون إلى تحقيق الحرية والاستقلال لفلسطين والشعب الفلسطيني كما يدعون، بل يهدفون إلى استبدال احتلال باحتلال آخر، وإلى الخضوع تحت سلطة ميليشيات تعترف صراحة بتبعيتها وولائها لطهران.
عندما شنت إسرائيل حربها ضد لبنان، انبرى بعض النخب التي تزعم انتماءها إلى العروبة في محاولة لتلميع صورة الجماعات الإرهابية، حتى وصل بها الأمر إلى المشاركة في الرقص على جثث النساء والأطفال والشيوخ الذين سقطوا ضحية غدر حزب الله والحوثيين والجماعات المذهبية في العراق وغيرها. بل إن بعض القنوات الفضائية تحولت إلى منصات دعائية لهذه التنظيمات الإرهابية، وكأن هذه الأصوات لا تنطلق من منطقة الخليج العربي التي عانت الأمرين من إرهاب الحوثيين وحزب الله، بل وكأنها تنبع من الضاحية الجنوبية أو قم. والمثير للدهشة أن فهمي هويدي، وهو صحفي مصري، استغل منبر قناة الجزيرة ليتبنى مقولة "إما أن تكون مقاوماً أو أن تكون صهيونياً"، وهي نفس النظرة المتطرفة التي روج لها زعيم تنظيم القاعدة السابق، مدعياً أن العالم منقسم إلى معسكرين. فبحسب هويدي، إما أن تكون مؤيداً لحزب الله والحوثيين وبقية الميليشيات التي لطخت أيديها بالدماء العربية، أو أنك عميل وصهيوني. وهو بذلك يوجه اتهامات باطلة إلى أبناء وطنه، الذين يرفضون بأغلبية ساحقة، وعلى رأسهم مؤسسات الدولة المصرية، المشروع الذي تتبناه تنظيمات ما قبل الدولة التي تمثلها هذه الميليشيات. إن هويدي وبقية الأبواق لا يقتصرون على تصنيف الحكومات العربية كعملاء، بل يمتد خطابهم إلى الشعب اليمني الذي عانى من قمع وحصار وقتل جماعة الحوثي، وإلى الشعب العراقي الذي شهدت مدنه وقراه في غرب البلاد عمليات تنكيل وقتل وتهجير على يد الميليشيات المذهبية، وما تزال العديد من المدن تعاني من الخراب والدمار، وإلى الشعب السوري الذي عانى من ويلات حزب الله والميليشيات الأخرى، حيث ارتكبوا جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
جدير بالذكر أن حتى إيران، بنخبها ومسؤوليها، لم تتجرأ على إطلاق هذه الافتراءات والاتهامات. لقد أصبحت أقلام وألسنة هؤلاء، مثل الميليشيات، ملوثة بالدماء العربية، وأصبحوا شركاء في جرائمها. إن هؤلاء لا يسعون إلى تحقيق الحرية والاستقلال لفلسطين والشعب الفلسطيني كما يدعون، بل يهدفون إلى استبدال احتلال باحتلال آخر، وإلى الخضوع تحت سلطة ميليشيات تعترف صراحة بتبعيتها وولائها لطهران.
